مشاركات القراء

هل سننتظر دائما حتى يصبح الحاضر ماضيا لنندبه ونرثيه بقلم الأخت تبر العرباوي

هل سننتظر دائما حتى يصبح الحاضر ماضيا لنندبه ونرثيه

 

اتساءل ولست ادري ان كان تساؤلي في محله ام لا …هل اعتدنا على التفريط في حاضرنا وفي امكانية ان نكون فاعلين فيه

وان نغيره ونوجهه لمصلحتنا …هل ننتظر ان تمر الفرص لننتبه لها ونقدرها بعد فوات الاوان ثم ننبري في التاسف على ضياعها وجلد انفسنا لما فرطنا في جانب الله وجانب انفسنا واوطاننا…هل نقتل القتيل ثم نرثيه وننوح في جنازته …واذا تنبه بعضنا الى اهمية التحرك في الوقت المناسب لم ندخر سبيلا في عرقلته وعزله ….لم لا نتخذ لانفسنا مقاييس ومعايير نحدد من خلالها ما يجب ولمن وفي اي وقت …لست اريد التجني واعلم ان من بين هذه الامة من يضحي بما لا يقدر عليه احد في غيرها من الامم والثقافات القائمة على المادية والمصلحة …ولكنني احس خللا دائما في توقيت التحرك وتقدير الخطر …كما اريد الاشارة ايضا الى اننا في احيان كثيرة لا نحسن اختيار رموزنا ومن يجب ان نثق بهم وناتمنهم على قضايانا …بالامس كان العراق الاقدر على فهم سياسات العالم المعادية لنا كامة …والاصلب في ساحة النزال والاجدر بالقيادة فلم ندخر سبيلا لتشويهه ومحاصرته وحتى محاربته …وحين حلت الكارثة التاريخية واحتل وتطاول علينا الفرس في مشارق ارضنا ومغاربها واستباح الصهاينة حرماتنا ودنس الغرب مقدساتنا انكفانا على انفسنا نعاتبها ونجلدها وننشر صور القائد الرمز الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله ….نعم هو رمز لا شبيه له ولكن يوجد في ساحة المنازلة اليوم من هم مثله فلم لا نعيرهم اهتماما ..لم لا نصطف خلفهم وناتمنهم …ام اننا كالعادة ننتظر حتى يمضوا لنعرف من كانوا وننطلق في رثائهم
ايها العرب 
لم لا تحسنون الا تقدير الاموات ..وهل علمتم ان تقديرهم يتجسد في الثقة بمن اتبعوهم باحسان ام انكم لا تعلمون
في ساحة المنازلة التاريخية والمصيرية اليوم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه …رجال سلكوا طريق المجد والايمان ..ايها السالك على خطاهم لا تحد ..لا تنتظر حتى تطمسها الرياح لتعيد اكتشافها من جديد
ايها العربي ..ايها العراقي …الا تثق بمن وضع روحه على كفه وفتح صدره للموت ..بمن ستثق اذن ..واذا كانت الطريق الى حقك مرسومة جلية لم تبحث عن اخرى غير واضحة واذا كانت ساحة النزال معروفة لم تختلق ساحات اخرى او تذهب لساحة رسمها عدوك كالعملية الساسية والانتخابات ..
هنا في ساحة النقشبندي تجرد من اوزارك ..تعال على شهواتك ..اطلق زمام روحك الظماى وارتو من ورد صاف لا يعكره زيف ولا طمع ..هنا تعمر الصدور بحب حبيبها الازلي وتناجيه …ليت الذي بيني وبينك عامر ..وبيني وبين العالمين خراب …هنا هكذا تنشد الارواح فيجيبها حبيبها باعمار ما بينها وبينه وما بينها وبين العالمين ..فهو اكرم الاكرمين.
من هنا تمسك بناصية الدنيا اذ تاخذ حقك المسلوب بالقوة الظالمة بقوة عادلة …ومن هنا تسلك طريقك الى جنان الخلد فلا تتاخر ..اتبع صوت الحادي …وتمثل صورة الشيخ الدليل ولن تظل السبيل.

 

 

تبر العرباوي
تونس 01/06/2012

العودة إلى أعلى